حققت مولودية وهران تأهلًا صعبًا إلى الدور ثمن النهائي من كأس الجمهورية 2025، بعد فوزها على اتحاد سطيف بهدف نظيف سجله اللاعب دهار من ركلة جزاء في الدقيقة 51. المباراة شهدت إهدار العديد من الفرص وأداء متذبذبًا من الفريق، لكن التأهل أضاف جرعة من الأمل لجماهير الحمراوة التي تترقب عودة ناديها إلى منصات التتويج بعد غياب طويل. غير أن هذه الفرحة لم تُخفِ التساؤلات التي تحيط بمستقبل الفريق في ظل أزمات إدارية وفنية تهدد استقراره.
تخبط إداري يثير الجدل
مرة أخرى، تطفو إلى السطح أزمة الإدارة التي تعاني من غياب التنظيم والتخطيط. تصريح رئيس مجلس الإدارة قبل مباراة اتحاد سطيف، الذي أقر فيه بعدم معرفته باسم الفريق الذي سيواجهه النادي، يعكس بوضوح حالة الفوضى التي يعيشها النادي. غياب الرؤية والقرارات الحاسمة لا يليق بنادٍ بحجم مولودية وهران.
قضية المدرب.. استقالة معلنة ولكن غير رسمية
في خضم هذه الأجواء، أعلن المدرب الفرنسي إيريك شال، في تصريحات إعلامية بعد المباراة، أنه سيغادر الفريق وسيتوجه إلى نيجيريا يوم الاثنين لتولي تدريب منتخبها الوطني، واصفًا المهمة الجديدة بأنها فرصة لا يمكن رفضها. ورغم وضوح تصريحاته، إلا أن الصفحة الرسمية للنادي لم تعلن بعد عن رحيله، مما يزيد من الغموض حول مصير الطاقم الفني. هذا التأخر في الإعلان الرسمي يعكس غياب التنسيق بين الإدارة والجهاز الفني، ويضع الفريق في حالة من عدم الاستقرار.
الميركاتو الشتوي: غياب الاستراتيجية
مع استمرار فترة الانتقالات الشتوية، لم تقدم إدارة النادي أي خطوة ملموسة لتعزيز الفريق، رغم وضوح نقاط الضعف في التشكيلة. فلا تعاقدات جديدة تعزز الطموحات، ولا تسريحات تنهي حالة الجمود التي يعاني منها الفريق. في وقت تتسابق فيه الأندية على تدعيم صفوفها، تبدو مولودية وهران وكأنها رهينة الفوضى الإدارية.
حلم الكأس.. رهين بالإصلاح
رغم كل الأزمات، يبقى حلم الكأس حيًا في قلوب الجماهير. التأهل إلى الدور ثمن النهائي فرصة لكتابة فصل جديد في تاريخ النادي، لكن تحقيق هذا الحلم يتطلب وقفة جادة من الإدارة لإعادة الاستقرار إلى الفريق. العمل الجاد، الحسم في قضية المدرب، والاستثمار في الميركاتو قد تكون المفاتيح لاستعادة أمجاد الحمراوة.
في النهاية، الكرة الآن في ملعب الإدارة. التأهل ليس إنجازًا كافيًا إذا استمر التخبط والفوضى. هل ستكون الكأس بداية عودة مولودية وهران إلى الواجهة، أم أن الحلم سيتبخر في ظل غياب الرؤية والتخطيط؟ الإجابة ستتضح في الأيام القادمة.
ب.نسرين
