في ظل غياب شبه تام للإدارة، واستمرار تراكم الأزمات التي عصفت بأركان مولودية وهران خلال الأشهر الأخيرة، أعلنت إدارة النادي عن تعيين اللاعب السابق “مراد مزيان” في منصب المدير الرياضي. خطوة وصفها البعض بأنها محاولة متأخرة لإطفاء الحرائق التي اشتعلت نتيجة سوء التسيير والعجز الإداري الذي ألقى بظلاله الثقيلة على أحد أعظم أندية الجزائر.
ولم يكن اختيار مراد مزيان، الذي ارتبط اسمه بتاريخ النادي العريق كلاعب، مفاجئًا لجماهير المولودية التي طالما طالبت بالاعتماد على أبناء الفريق ممن يعرفون قيمته وحجم مسؤولية تمثيله. ومع ذلك، تسود حالة من الغضب والقلق بين الجماهير التي ترى أن هذا التعيين قد لا يكون كافيًا لإنقاذ الفريق من دوامة التدهور الإداري والرياضي التي يعيشها.
أحداث متراكمة وأزمات خانقة
شهدت الفترة الماضية سلسلة من الإخفاقات الإدارية التي عرقلت مسار النادي، بدءًا من ضعف التخطيط وغياب الرؤية الواضحة، وصولاً إلى الصراعات الداخلية التي أثرت بشكل مباشر على أداء الفريق. هذه الفوضى الإدارية أثارت استياء الجماهير، التي طالبت مرارًا وتكرارًا بإجراء تغييرات جذرية تعيد للنادي مكانته التاريخية.
مراد مزيان: هل يكون المنقذ؟
في بيانها الرسمي، بررت الإدارة قرار التعيين بضرورة تعزيز الهيكل الإداري والاعتماد على الكفاءات التي تملك خبرة ميدانية ومعرفة دقيقة بتاريخ وطموحات النادي. ويمثل مراد مزيان خيارًا يجمع بين الخبرة كلاعب والانتماء للنادي، وهو ما قد يساعد على تهدئة الأجواء المشحونة داخل وخارج أسوار المولودية.
الانصار في قمة الغضب
بينما تأمل الجماهير أن يشكل تعيين مزيان بداية مرحلة جديدة، إلا أن الغضب لا يزال سيد الموقف، إذ تعبر الأصوات الغاضبة عن استيائها من السياسات العشوائية التي أدت إلى تدهور أوضاع الفريق. لا يكفي تعيين مدير رياضي لإنقاذ ما تبقى؛ بل يتطلب الأمر إصلاحات عميقة تشمل الإدارة بأكملها، ووضع رؤية استراتيجية طويلة المدى تعيد الثقة للجماهير.
مولودية وهران، تقف اليوم عند مفترق طرق حاسم. فهل يكون هذا التعيين خطوة نحو التصحيح، أم مجرد محاولة أخرى لاحتواء غضب الجماهير دون معالجة حقيقية للجذور؟ الإجابة ستكشفها الأيام القادمة.
ن.ب